المادة 27 تدفن أمل برشلونة في استعادة فليك - DOM15
بضربة حاسمة أنهت أسبوعًا من الترقب والجدل، أغلقت لجنة الاستئناف التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم الباب أمام أي أمل كان يُعقد في كامب نو، حيث أقرت بصحة عقوبة الإيقاف المفروضة على المدرب الألماني هانز فليك، رافضة الطعن الذي تقدم به نادي برشلونة. هذا القرار الذي كشفته صحيفة "موندو ديبورتيفو" يمثل فصلًا جديدًا في تاريخ الخلافات بين النادي الكتالوني والجهات الحاكمة، ويضع فليك خارج دائرة المشاركة في مباراة مصيرية، في وقت يحتاج فيه الفريق إلى كل طاقاته القيادية.
تعود جذور هذه المعركة الإدارية إلى تلك اللحظات المشحونة في نهاية مواجهة برشلونة ضد جيرونا، حين انفجر الغضب في عيني المدرب الألماني وهو يرى أحلام فريقه تتبدد. في الدقيقة التسعين، لم يتمالك فليك نفسه فانفجر بتصفيق استهجاني حاد موجهًا نحو حكم اللقاء، ليحصل على البطاقة الصفراء الأولى. لكن العاصفة لم تهدأ في صدره، فما كان منه إلا أن أتبعها بإشارة اعتراضية أخرى، كانت هذه المرة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث تلقى على إثرها البطاقة الصفراء الثانية التي تعني بالضرورة الطرد الفوري. وبحسب الأصول والقوانين، فإن العقوبة الآلية لمثل هذه الحالة تقتضي إيقافًا لمباراة واحدة، كون الطرد جاء نتيجة تراكم بطاقتين وليس بسبب مخالفة خطيرة تستدعي البطاقة الحمراء المباشرة.
وفي غرفة المداولات، استند أعضاء لجنة الاستئناف إلى المادة 27 من القانون الانضباطي التي تشكل حصنًا منيعًا يحمي قرارات الحكام. هذه المادة التي تمنح تقارير حكام الساحة قيمة نهائية لا تقبل المراجعة إلا في حالات استثنائية جدًا، عندما يثبت وجود خطأ مادي واضح لا لبس فيه. وقد أكدت اللجنة أن الحجة التي قدمها برشلونة، والمتمثلة في مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو، لم تكن كافية لقلب موازين القضية. فالأدلة البصرية، رغم وضوحها، لم تستطع اختراق جدار المادة 27 المتين، ولم تقدم ذلك الدليل القاطع الذي يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكم قد أخطأ في تقييمه للموقف. وهكذا، أصبح القرار النهائي تأكيدًا لمبدأ قديم جديد: أن كلمة الفصل في ما يحدث على أرض الملعب تبقى من اختصاص رجل التحكيم وحده.
هذه الحادثة لا تمثل مجرد عقوبة انضباطية روتينية، بل تحمل في طياتها دلالات أعمق بكثير. فهي تؤكد التحديات التي يواجهها برشلونة في مسيرته لإعادة بناء هيكله الفني والإداري، وتكشف عن حساسية العلاقة بين النادي والسلطات الكروية في إسبانيا. كما تثير تساؤلات حول مدى مرونة النظام الانضباطي وقدرته على التكيف مع التطور التكنولوجي الذي أصبح يوفر أدلة بصرية كان من المستحيل الحصول عليها في الماضي. بالنسبة لهانز فليك، فإن هذه العقوبة ستكون درسًا قاسيًا في ضرورة التحكم في الانفعالات، خاصة في البطولات التي تتسم بالتوتر والتنافسية الشديدة مثل الدوري الإسباني. أما بالنسبة لبرشلونة، فستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على الصمود في غياب قائده الفني، وإثباتًا بأن الروح الجماعية يمكن أن تعوض عن غياب أي فرد، مهما علا شأنه.
 
0 الرد على "المادة 27 تدفن أمل برشلونة في استعادة فليك - DOM15"
إرسال تعليق